خطوط جديدة للعلاقات الروسية الامريكية

عشية زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى موسكو كتب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم 27 يونيو/حزيران الجاري مقالا تحت عنوان " العلاقات الروسية الامريكية ، الوصول الى خطوط جديدة"، نشر على موقع الانترنت الخاص بوزارة الخارجية، جاء فيه:
شهد الحوار الروسي الامريكي في الاشهر الاخيرة تطورا جديدا، الامر الذي يدل على ان العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية دخلت أخيرا مرحلة تغيرات يستوجبها العصر الراهن. وقد اعادت روح لندن التي تمخضت عنها القمة الاولى بين رئيسي دميتري مدفيديف وباراك اوباما اعادت الى المعجم السياسي مصطلحات مثل المساواة في الحقوق والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة باعتبارها اساسا لتعاوننا ليس في مصلحة البلدين فقط انما للعالم باسره ايضا.

بالطبع فان ذلك يعتبرحاجزا اول تمت ازالته. وينتظرنا في المستقبل عمل دؤوب. وكان دميتري مدفيديف قد اشار في مقال نشرته صحيفة " واشنطن بوست" الامريكية في 31 مارس /آذار الماضي الى انه نشأت بيننا في الاونة الاخيرة ازمة ثقة. فلماذا ؟- يعود سبب ذلك الى ما يوصف بالسياسة غير الودية. ومن الضروري ان يمضي وقت لنتجاوز هذا الارث . وانطلاقا من ذلك يتعين علينا السيطرة المشتركة على توقعاتنا لكي نضمن نجاح المحاولة الجديدة لاطلاق علاقاتنا. ولا يعني ذلك التخلي عن طرح اهداف بعيدة المدى. لكن من المهم جدا التقييم الموضوعي للواقع وتحديد مواعيد موضوعية ضمنا. ولا يمكن الاستغناء عن الروح البراغماتية والواقعية السليمة من قبل كل من الجانبين.

لا بد ان تصبح الزيارة القادمة لرئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما الى روسيا في 6 – 8 يوليو/تموز القادم مرحلة هامة في هذه العملية. وتتضمن اجندة القمة القادمة شتى المواضيع، وبينها تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية، وضمان حظر انتشار السلاح النووي، وتسوية النزاعات الاقليمية، ومكافحة الارهاب والمخدرات والقرصنة والجرائم العابرة الحدود، وتعزيز العلاقات الثقافية ، وتشكيل آليات مشتركة لاقامة الحوار.

وانطلاقا من تقيدنا بالتزاماتنا الناجمة عن المادة السادسة لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي فاننا سنسعى الى احراز تقدم في العملية الثنائية الخاصة بنزع السلاح وفرض الرقابة على الاسلحة. وكان تعاوننا في السنوات المنصرمة يفتقر للتقدم فيما يتعلق بالاسلحة الاستراتيجية الهجومية والدرع الصاروخية. وينبغي الآن ان نعوض عما فاتنا. وينص البيان الصادر عن الرئيس دميتري مدفيديف يوم 20 يونيو/حزيران الجاري على الحد الذي يمكن لروسيا ان تمضي اليه . يبعث التقدم الواقعي في هذا المجال على التفاؤل والامل بان نمضي قدما نحو الهدف المنشود. وهو العالم الخالي من السلاح النووي.

لقد تراكمت لدى روسيا والولايات المتحدة خبرة فريدة لا يستهان بها في مجال ضمان أمان المواد النووية. وسيناقش كلا الرئيسين ايضا طرقا عملية لنقل هذه الخبرة الى دول اخرى، الامر الذي سيسهم في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية وتعزيز نظام عدم انتشار السلاح النووي.

ويتعين علينا ايضا مواصلة تطبيق المبادرات الروسية الامريكية المشتركة مثل الحيلولة دون حدوث عمليات ارهاب نووي ووقوع مواد نووية في ايد غير حكومية . اننا نرى اعادة هيكلة السياسة الاوراطلسية على اساس ضمان الامن والتعاون بصفتها مبدأ وضعنا تحته تواقيعنا في أعقاب الحرب الباردة ولم نتمكن من تحقيقه لحد الان نراها امرًا ذا اولوية. واتفق كلا الرئيسان في اثناء قمتهما بلندن على مناقشة المبادرة الروسية حول عقد معاهدة جديدة للامن الاوراطلسي من شأنها جعل امن كافة الدول، وليس الدول الاعضاء في الاحلاف العسكرية، أمرا لا يتجزأ . وتتيح قمة موسكو القادمة فرصة لمتابعة مناقشة موضوع الازمة الاقتصادية المالية العالمية. ويتوجب على موسكو وواشنطن بصفتهما مشاركتين في مجموعتي الدول "العشرين" و"الثماني" مواصلة العمل المشترك على تحديث البنية المالية العالمية .

وتصل روسيا والولايات المتحدة الى مستوى جديد للتعاون في موضوع افغانستان بغية استعادة مؤسسات الدولة والاقتصاد الوطني في هذا البلد، ناهيك عن مكافحة الارهاب والحيلولة دون تجارة المخدرات. ولا بد هنا من بذل المزيد من الجهود من قبل المجتمع الدولي ودول المنطقة.

لقد اقيم لدينا تعاون جيد مع الشركاء الامريكيين في قضية الشرق الاوسط حيث نسهم بالتعاون الوثيق مع غيرنا من اعضاء "الرباعية" الشرق اوسطية ودول المنطقة في صنع مقدمات لاستئناف المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية على الاساس القانوني والمعترف به من قبل الجميع، بما فيه مبدأ الدولتين ومبادرة السلام العربية. وفي هذا السياق نتعاون في موضوع اعداد مؤتمر موسكو الخاص بالشرق الاوسط.

تفتح امامنا آفاق جيدة للعمل في الاطار الخماسي الذي يضم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي زائد دولة واحدة بهدف البحث عن حل سياسي للقضايا الخاصة بالملف النووي الايراني، وذلك في الاطار الذي يأخذ بالحسبان القلق المشروع لكافة دول المنطقة في مجال الامن ودور إيران في القضايا الاقليمية .

وتود كل من روسيا والولايات المتحدة ان تستجيب كوريا الشمالية لدعوة المجتمع الدولي التي تجلت مؤخرا في قرار اتخذه بالاجماع مجلس الامن الدولي وتستأنف مشاركتها في المباحثات السداسية بغية ايجاد حل مقبول للجميع للقضية النووية في شبه جزيرة كوريا .

ينتظرنا في اثناء زيارة باراك اوباما الى موسكو العمل الدؤوب على توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية بين روسيا والولايات المتحدة، الامر الذي سيضمن الاستقرار الاكثر لعلاقاتنا بكافة انواعها.

اننا نقول دائما انه يوجد لدى روسيا والولايات المتحدة اللتين تتحملان المسؤولية الخاصة عن تسيير الامور الدولية أشياء يمكن ان تقترحاها على العالم الباقي. والدليل على ذلك هو تاريخ علاقاتنا المشترك. وثمة تحديات حديثة تستوجب بذل جهود مشتركة. ومن اجل احراز نجاح على هذا الطريق يتعين علينا الاسترشاد بحكمة ألبرت أينشتاين العظيم الذي قال: " من المستحيل ان نحل المشاكل ونحن لا نزال على مستوى الوعي الذي ولدها
".

تســـــــــــــــــــــــــ ايـــدك ـــــــــــــــــــــــلــم

ايه الحلاوه دى يـــــا عمده

مـــــيــــــرسي
مشــــكــــــــووووور

عــــــ المرور ــــلــــــى